اخبار التقنية
أخبار ساخنة

الصحافة والتحولات السريعة

الصحافة والتحولات السريعة
مرحبا بكم زوار موقع التقني للمعلوماتية في موضوع جديد في قسم مقالات علمية و تقنية .
تعرضت الصحافة خلال العقود الماضية إلى ضغوطات كبيرة من داخل المؤسسات الصحفية، ومن خارجها.
وتواجه الصحافة في السنوات الأخيرة من نهاية القرن العشرين تحديات صعبة من المنافسة مع الوسائل الجماهيرية الأخرى، وخاصة ظهور وانتشار الإنترنت في العالم. 
كما تواجه الصحافة التقليدية تحديات من المدارس الحديثة في الصحافة، أثرت على مضمون وشكل الصحافة التقليدية، مما استدعى إعادة هيكلة وبناء وتفكير ف النمط التقليدي للصحافة التي تآلف معها القراء على مر العقود السابقة.
 وبناء على هذه المعطيات، نتعرف معكم على الاتجاهات الحديثة في الصحافة العالمية من مختلف جوانب العمل المهني للصحافة. 

التوجهات في المضامين التحريرية:

بات من الملاحظ في التوجهات الحديثة وجود قصص إخبارية مطولة، بدلا من التوجه نحو القصص القصيرة، وخاصة في الموضوعات الهامة. 
كما هناك اتجاه الى تطوير القصص الهامة الى تقارير معمقة عن هذه الموضوعات، وهناك توجه الى توظيف قالب الرواية (قالب الهرم المقلوب)، بدلا من القالب التقليدي في صياغة  الأخبار والموضوعات، وخاصة ذات الطابع المسلي والترفيهي، وهذا القالب الروائي يغير من رتابة الأخبار والعروض التحليلية، ويتيح فرصة أكبر لإدخال اللمسة الإنسانية للمحرر عند الكتابة في مثل هذه الموضوعات.

تتوجه الصحافة الحديثة الى طبعات المناطق، بما تشمله من أخبار محلية وموضوعات ذات طابع منطقي، وكذلك تحمل هذه الطبعات إعلانات محلية تهم شرائح القراء في تلك المناطق.

تتوجه بعض الصحف في إطار اهتمامها بالإعلان الى منح مساحات معينة للإعلان على الصفحة الأولى، ولاشك أن حاجة الصحف الى زيادة ايراداتها سيجعل من الخط الذي يفصل بين التحريري والإعلاني خطا غير واضح، وربما يتلاشى كلما زادت حاجة تلك الصحف الى زيادة ايراداتها الإعلانية. ويجب ملاحظة أن نسبة عالية من الصحف الجادة لا تزال تمنع ظهور الإعلان في صفحتها الأولى، حيث ترى بأنها مقدسة ولا يمكن تعريضها لسطوة الإعلان.

تتوجه الصحافة الحديثة الى التخصص اكثر من العموميات، ولهذا تصدر ملاحق منتظمة عن موضوعات متخصصة، مثل الكمبيوتر، التكنولوجيا، البيئة، العلوم.  وتتوزع هذه الملاحق بين ملاحق يومية، الى اسبوعية،وبعضها ملاحق شهرية.

هناك توجهات، للاندماج بين الوسائل الإعلامية، بين الصحف والتلفزة بشكل خاص، ويتم توظيف غرف أخبار مشتركة لخدمة الوسيلتين، كما هي الحالة في كثير من شركات الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة واوروبا ، كما هو الحال كذلك  في المنطقة العربية بين كل من صحيفة الحياة ومحطةLBC  التلفزيونية اللبنانية.

الاعلام والتغيرات السريعة

قد يتساءل أحد هل أحدثت ثورة تقنيات الإتصال والمعلومات، وخاصة ظهور الإنترنت وتأثيره على الجمهور الإعلامي العام، هل أحدثت هذه الظروف تأثيرا على طبيعة عمل وكالات الأنباء العالمية او على محتوياتها التحريرية؟


 أشار دين رايت Dean Wright  مدير تحرير وكالة رويترز الى عدة عوامل أدت الى تغيرات جوهرية في الإعلام خلال السنوات الماضية، ومن هذه العوامل :
 1- ظهور الإعلام الرقمي بديلا عن الإعلام الأنلوجي، وهذه موجة طاغية أثرت على الإعلام بشكل كبير جدا. وما لاحظناه خلال السنوات الثمان الماضية التي سبقت هذا العهد الجديد، وتحديدا ظهور تقنية البرود باند broadband ، هي ذروة القوة الهائلة ف التغيير ،  كما أن ظهور الإنترنت قد غير من دورة العمل الإعلامي التقليدية وانتهج أسلوب المباشرة والفورية.  وقد أدركت كثير من الصحف أن من غير الممكن الانتظار الى صباح يوم الغد لنشر الأخبار المتسارعة، ولهذا فإن الحلول تكمن في بث توالي هذه الأحداث وتسارعها على مواقعها الإلكترونية، حتى يمكن أن تواكب الصحف وسائل الإعلام الأخرى من محطات تلفزيونية وإذاعية ومواقع انترنت.  ولا ينبغي أن تقاوم الصحف هذ الإتجاه  الجديد، بل يجب ان تباركه وتحاول استثماره.
2- تمتلك الصحافة سمة مميزة عن غيرها من وسائل الإعلام الأخرى، فهي أقدر على معرفة الشئون المحلية التي تقع فيها الصحف.  ولا يمكن أن تتنافس معها وكالات الأنباء العالمية مهما بذلت تلك الوكالات من جهود ووضعت من امكانيات.  وهناك اتجاه عام للوكالات أن تكون عالمية، الا أن ما يميز الصحف هو استمرارها في الإهتمام بالأحداث المحلية.  وهذه السمة لا يجب أن تفقدها الصحف في زخم الإهتمام بالشأن العالمي.
3- يرى البعض أن هناك تنافس كبير بين ووسائل الإعلام الأخرى وبين محركات البحث الإلكترونية مثل الياهو   yahooوجوجل google ، ولكن المؤكد كما يشير الى ذلك الكثير من الباحثين واصحاب الإختصاص أن الخدمات يجب ان تكون متكاملة بين الطرفين.  فكلما كان محرك البحث سريعا وشاملا، أمكن وصول المتصفح الى الأخبار التي يرغب فيها في لحظات سريعة، وهذا يخدم وسائل الإعلام عامة.
4- يشير البعض الى وجود تنافس بين وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الأعلام الأخرى، خاصة الصحافة، ولكن يجب ملاحظة أن هذه الوكالات لا تتجه الى الجماهير العامة كما هو الحال مع وسائل الإعلام الأخرى من صحافة وتلفزيون، ولكنها تتجه في أغلب الأحوال الى مشتركين أعضاء في هذه الوكالات من إعلاميين ومهنيين ومهمين، او ما يمكن تسمتهم بجمهور العملاء  consumer audience.


هناك اتجاه سائد حاليا في الغاء مفهوم الإختلافات بين الوسائل، وبناء مفهوم جديد يمكن أن يتعامل مع كافة وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، فعلى سبيل المثال تسعى كل من صحيفة نيويورك تايمز ووكالة رويترز الى تدريب كوادرها للتعامل م الوسائط المتعددة.

 بعد  الاطلاع على التطورات التي حدثت خلال السنوات الماضية.  لا شك أن التعريف بهذه المستجدات، سيعطي القارئ العربي عامة والقارئ الأكاديمي معرفة أعمق واشمل بما يدور من مستجدات في الصحافة الدولية، مما يساهم في بلورة فكر صحافي مستنير لدى القائمين على الصحافة في الوطن العربي.

google-playkhamsatmostaqltradent